المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف
للأمير عبد القادر الحسني الجزائري
216. الموقف السادس عشر بعد المائتين
ورد في صحيح البخاري وغيره عنه (صلى الله عليه وسلم) : ((الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه)).
يعني عن قيام تلك الليلة، و التهجّد فيها. وإنما كانت لهما هذه الفضيلة العظمى والمزية الكبرى لأنه ورد في صحيح البخاري وغيره أيضاً:
((ينزل ربّنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من داع فأستجيب له؟ هل من تائب فأقبله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟)). إلى طلوع الفجر. وهاتان الآيتان جامعتان لهذه الأشياء الثلاثة: التوبة، في قوله: ﴿سَمِعْنَ وَأَطَعْنَا ﴾[البقرة: 2/285].
والاستغفار في قوله: ﴿غُفْرَانَكَ رَبَّنَا ﴾[البقرة: 2/285].
والدعاء في قوله: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَ حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَ فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾[البقرة: 2/ 286].