الفتوحات المكية

أسرار الفتوحات المكية

وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين

الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب

من أسرار الباب (463): [قوة اللطيف وضعف الكثيف‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[قوة اللطيف وضعف الكثيف‏]

ومن ذلك قوة اللطيف وضعف الكثيف قال لا شي‏ء ألطف من الخواطر والأوهام وهي الحاكمة على الكثائف لضعف الكثيف وقوة سلطان اللطيف الدليل لنا صفرة الوجل وحمرة الخجل والتغير بالخوف والمخوف‏

من حلوله ما له عين وجودية وقد أحدث الخوف في جسم الخائف حركة الهرب وطلب الستر والمدافعة وما وقع شي‏ء إلا عين الخوف وهو لطيف فإذا حل به ما يخاف منه فلا بد من قوة سلطان الخوف عليه وإن كان لطيفا وهو أحد أمرين إما الرضي والصبر أو السخط والضجر والأثر سكون أو قلق فقد أثر ومن ذلك قرب العبد الثاني في المثاني قال القرب من الحق قربان قرب حقيقي وهو ارتباط الرب بالمربوب وارتباط العبادة بالسيادة والحادث بالسبب الذي أحدثه والقرب الثاني القرب بالطاعة لأمر المكلف والدخول تحت حكمه فالأول قرب ذاتي يعم جميع الموجودات والثاني قرب اعتناء وكرامة فالقرب الأول قرب رحم ونسب لو أراد الدافع أن يدفعه لم يستطع لأنه لذاته هو قرب وقرب الاختصاص قرب المكانة من السلطان فيؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء فله ذلك فلو قيل له لا تكن سيدا لعبدك أو لا تكن عبدا لسيدك لكان خلقا من الكلام ولو قيل له أطع سيدك أو لا تطع سيدك لم يكن ذلك خلفا من الكلام وإن قيل له إن شئت أطع سيدك وإن شئت لا تطعه ردته الحقائق فإن العبد لا مشيئة له مع مشيئة سيده‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!