الفتوحات المكية

أسرار الفتوحات المكية

وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين

الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب

من أسرار الباب (121): [الرضي بالدون هجا والهجا جفا]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[الرضي بالدون هجا والهجا جفا]

ومن ذلك الرضي بالدون هجا والهجا جفا من الباب الثاني والعشرون ومائة لا يرضى بالحقير إلا من لا يعرف قبيلا من دبير اعتناء الحق بالنقير دليل على أنه كبير لا يخفى على ذي عينين أن لله عناية بكل ما في الكون إخراج الشي‏ء من العدم إلى الوجود دليل على أنه في منازل السعود من أعطاه الحق صفته فقد منحه علمه ومعرفته هجا الكون ثناء ومدحه هجا من طلب من الحق الوفاء فقد ناط به الجفاء وليس برب جاف بلا خلاف الوفاء مع كلمه من شيمه صفات الحق لا تستعار وعلى الاتصاف بها المدار لا تصل إليه إلا بالاعتماد عليه والاعتماد عليه محال لأنك ما أنت مغاير له بحال إذا كان الكل منه فما معنى رَضِيَ الله عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْهُ متعلق الرضي القليل فإن الإنعام لا يتناهى بالبرهان الواضح والدليل فلا بد من الرضي بذا حكم الدليل وقضى وبهذا المعنى رضاه سبحانه عنك بما أعطيته منك على أنك ما أعطيته إلا ما خلقه فيك وهذا القدر يكفيك وهو يعلم أن الاستطاعة فوق ما أعطيته والأمر كما بلوته الدون ما دون وما ثم الأدون لا يلتفت العارف لما يخاطبه به الواقف فإن الواقف محجور عليه بما ينتقل إليه والمحجور خطابه محصور والعارف متصرف في كل وجهه لكونه يشاهد وجهه ومن عرف الوجه فهو الكامل بكل وجه لا تنظر الأبصار إلا إليه ولا تعتمد البصائر إلا عليه فكل ما في العلم لديه وحاضر بين يديه يحيط به إحاطة الأفلاك بالأملاك ويحكم عليه حكم الملاك في الأملاك لا يُحِبُّ الله الْجَهْرَ بِالسُّوءِ من الْقَوْلِ وما كل فريضة تقتضي العول لا ينكح الأمة إلا من لا يستطيع الطول والله ولي التوفيق وهو بالفضل حقيق‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!