The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

الحضرات الإلهية والأسماء ءالحسنى

وهو الباب 558 من الفتوحات المكية

«القريب الأقرب حضرة القربة والقرب والقرب»

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[58] - «القريب الأقرب حضرة القربة والقرب والقرب»

أقرب الخلق إليه *** عبده إن كنت تدري‏

أنه يعلم سرى *** مثل ما يعلم جهري‏

لا تقل إنك أني *** ولتقم في الله عذري‏

إنني عبد قريب *** من وجودي مثل سحري‏

إنه نفس عني *** كربة من ضيق صدري‏

حضرة الأقرب أعلى الحضرات *** وهي بالذات لأهل الفترات‏

فهي قرب فيه بعد للذي *** قيل فيه إنه ذو عثرات‏

[إن الله قريب منا]

يدعى صاحبها عبد الأقرب وعبد القريب فإنه عز وجل أقرب إلينا من حَبْلِ الْوَرِيدِ وقال تعالى فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ وقال إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ‏

فهو القريب بنزوله من العرش إلى السماء الدنيا كما أخبر ص‏

وهو أقرب فإنه معنا أينما كنا فهو المسمى بالقريب الأقرب فهو أقرب إلينا منا لأن حبل الوريد منا والحبل الوصل فهو أوصل فإنه ما كان الوصل إلا به فبه نسمع ونبصر ونقوم ونقعد ونشاء ونحكم وهذه الأحكام ليست لحبل الوريد فهو أقرب إلينا من حَبْلِ الْوَرِيدِ فإن غاية حبل الوريد منا الذي جاء له ما للعروق من الحكم في أنها مجرى الحياة وسكك الدماء ثم إنه تعالى شرع القرب فينا لكوننا مخلوقين على صورته فأنزلنا منزلة الأمثال والمثلان ضدان والضد في غاية البعد ممن يضاده مع كونه في غاية القرب للاشتراك في الصفات الذاتية النفسية فلما تحقق العبد بالتعريف الإلهي هذا البعد عن الله شرع له تعالى طرق القربة إليه إلى أن كان مع هذا البعد سمعه وبصره وجميع قواه بفعله ما شرع له أن يفعل فهو لذله وافتقاره ضد وهو بالصورة لكونه مثلا ضد فصح بالذلة والافتقار إضافة الفعل إليه فيما شرع له فتقرب إليه بما نسب إليه من الفعل فقرب القرب الذي أخبر الحق أنه جميع قواه وأعضائه بهويته وأقرب من هذا فلا يكون فإنه أثبت عين العبد بإعادة الضمير عليه من قوله سمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وأثبت أنه ما هو هو فإنه ليس هو هو إلا بقواه فإنها من حده الذاتي كما قال وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى‏ فالصورة والمعنى معا له تعالى فملك الكل إذ كان عين الكل فما في الكون إلا هو سبحانه وتعالى عنه في منازل أسمائه الحسنى لأنه ما ثم عمن تسبحه وتنزهه إلا عنه‏

فله القربة والقرب *** وله الجثة والقلب‏

وله ما نحن فيه *** فله الظاهر والقلب‏

يقلب الأمر إليه *** حالة الراحة والكرب‏

غضب الحق كروبي *** وبها السرور فأعجب‏

فاجتهد إن كنت تبغي *** سورة العبد المقرب‏

فإذا فرغت فانصب *** وإلى ربك فارغب‏

هذه آية من في *** حكمه بي يتقلب‏

فإذا زلنا فأمر *** واحد ما فيه مذهب‏

فبه يحيي وجودي *** وبه نلهو ونلعب‏

وبه نأكل خبزي *** وبه والله نشرب‏

فرحا بكون عيني *** عينه فمن تقرب‏

وإلى من كان قربى *** وهو عين كل مطلب‏

فإذا ما جئت منه *** فإليه لا تشغب‏

فهو الطالب حقا *** وأنا فلست أكذب‏

إنني أطمع فاعلم *** في الذي عندي من أشعب‏

ولما شرع الله القرب ما شرعها إلا من هذه الحضرة وسبب وجود الشرع الدعوى فعمت الشريعة المدعي وغير المدعي‏

[كل واحد يحشر يوم القيامة على نيته‏]

وكل واحد يحشر يوم القيامة على نيته ويختص بنحلته وملته والقرب كلها عند العاقل العالم تعب لا راحة فيها تعم إلا من رزقه الله شهود العامل ولا بد من تعب القابل الحامل فهو وإن كانت الأمور ترجع إلى الله تعالى فإن العبد ولا بد محل ظهورها وهو الذي ترجع إليه آلامها فهو المحس لها

حضرة القرب والقرب *** حضرة كلها نصب‏

فأمور الورى بها *** إن تأملتها نشب‏

كلما قلت قد كفى *** قال لا تفعل انتصب‏

أنت أخطأت في الذي *** قلته فيه لم تصب‏

هكذا الأمر دائما *** يقتضيه حكم النسب‏

فاهجر إن شئت أو فصله *** فلا بد من سبب‏

فعن الكد لا تني *** إذ عن الشوق لم تغب‏

هكذا جاء في الذي‏

قد قرأنا من الكتب‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!