The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف

للأمير عبد القادر الحسني الجزائري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


317. الموقف السابع عشر بعد الثلاثمائة

روى عن البخاري في صحيحه، عن ابن عمر (رضي الله عنه) قال: ((قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: ((إني أنذركموه، مامن نبيَّ إلاَّ أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه...).

الحديث. استشكل بعض الناس هذا، وقال: كيف ينذر كلّ نبيّ قومه الدجال، وهو لا يخرج إلاَّ قرب القيامة؟! ويبعد أن يجهل الأنبياء كلذهم هذا.

والجواب: أنَّ كل نبيّ إنسان كامل، لابدَّ أن يتحقق بمرتبة الواحدية، مرتبة الألوهة الجامعة، لجميع أسماء الألوهة. ومع ذلك لابدَّ أن يتميّز بغلبة تجلّي اسم مخصوص، فيتجّلى له الحق تعالى وحياً، ويعلّمه أنه لم يخلق خلقاً أعز عليه منه، وأنه أوجده تعالى له. وأوجد الأشياء كلّها من أجل ذلك النبيّ وأنَّه سيخرج في أمته مهدي يحكم بشريعته وينفي تحريف المائلين وزيغ الزائغين. وسيخرج الدجّال في زمانه، أو في زمان أمته. فيعلم النبيّ قومه بذلك. وبعد هلاك هذا النبي وأمته يأتي نبي آخر على هذا النمط.

وكل ذلك من تلك النسبة لهذه المرتبة الجامعة، وظهور الله بذلك الاسم. كل هذا من هذه الحيثية المذكورة، وقد ظهرت معاني الصور القائمة، كما ظهرت الآأن في زماننا، بما ظهر من دجل الدجالين وزيغ الزائغين. وستظهر صور قائمة، كما أخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لظهوره (صلى الله عليه وسلم) بالاسم الجامع (الله). المهيمن على جميع الأسماء. فلابدَّ من ظهورها للعيان، كما ظهرت معاني، فمن حيث اندراج نبوّة جميع الأنبياء في نبوّته (صلى الله عليه وسلم) ظهرت الأشياء التي أخبر بها معاني، وستظهر أشخاصاً معاينة تماماً في آخر الأمر.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!