The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


18 «1»- فص حكمة نَفْسيَّة في كلمة يونُسية

اعلم أن هذه النشأة الانسانية بكمالها روحاً وجسماً ونفساً خلقها الله على صورته، فلا يتولى حل نظامها إلا مَنْ خلقها، إما بيده- وليس إلا ذلك‏ «1»- أو بأمره. ومن تولاها بغير أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فيها وسعى في خراب من أمَرَهُ الله بعمارته. وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغَيْرة في الله. أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مراراً، فكلما فرغ منه تهدَّم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أ ليسوا عبادي؟ قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه. فالغرض من هذه الحكاية مراعاة هذه النشأة الانسانية، وأن إقامتها أولى من هدمها. أ لا ترى عدو الدين قد فرض الله في حقهم الجزية والصلح إبقاءً عليهم، وقال‏ «وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وتَوَكَّلْ عَلَى‏ «2» الله»؟ أ لا ترى من‏ «3» وجب عليه القصاص كيف شُرِّع لولي الدم أخذُ الفدية أو العفو، فإن أَبى حينئذ يقتل؟ أ لا تراه سبحانه‏ «4» إذا كان أولياء الدم جماعة فرضي واحد بالدية أو عفا، وباقي الأولياء لا يريدون إلا القتل، كيف يراعَى من عفا ويرجَّح على من لم يعف فلا يقتل‏


(1) ا: ذاك- والجملة «و ليس إلا ذلك» معترضة بين قوله: «إما بيديه أو بأمره». فكأنه قال إما بيديه أو بأمره وليس إلا ذلك‏

(2) «على الله» ساقطة في

(3) ب: أن من‏

(4) الكلام على تقدير قد قضى أو حكم أنه .. إلخ.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!