The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

أسرار الفتوحات المكية

وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين

الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب

من أسرار الباب (488): [من بلغ الغاية في الاتساع ضاق‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[من بلغ الغاية في الاتساع ضاق‏]

ومن ذلك من بلغ الغاية في الاتساع ضاق قال لا أوسع من الخلأ إذ الاتساع لا يوصف به إلا الخلاء فإذا امتلأ الخلأ ضاق بلا شك فإن الممكنات لا نهاية لها وقد ضاق الخلأ عنها لأنه امتلأ فضاق المتسع فجعل الله فيما أوجد من الملإ في الخلأ الاستحالات فلا يزال يخلع صورة فيلحقها بالثبوت والعدم ويوجد صورة من العدم في هذا الملإ فلا يزال التكوين والتغيير فيه أبدا بالاستحالات في الدنيا والآخرة بل في الوجود كله وهذه هي الشئون التي الحق فيها في كل يوم من أيام الدنيا والآخرة بل من أيام الوجود فما ضاق عن الاستحالات فإنه تفريغ وأشغال فهو بعمارة الخلأ قد ضاق وبالتفريغ والإشغال فيه ما ضاق فلا يزال الخلأ ممتليا على الدوام لا يعقل فيه خلو ليس فيه ملأ ومن ذلك لا غاية في الغاية قال لو كانت في الغاية غاية ما كانت غاية والعالم غايته في طلب الحق والحق غايته الخلق لأن غايته المرتبة وليست سوى كونه إلها فهو

يطلب المألوه بالذات وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فهو الغاية ومنه بدا الأمر كله ولذلك جاء بالرجوع لأنه لا يمكن أن يكون رجوع إلا من خروج تقدم والموجودات كلها المحدثات ما خرجت إلى الوجود إلا عن الله فلهذا ترجع أحكامها إليه ولم تزل عنده وإنما سميت راجعة لما طرأ للخلق من رؤية الأسباب التي هي حجب على أعين الناظرين فلا يزالون ينظرون ويخترقون الأسباب من سبب إلى سبب حتى يبلغوا إلى السبب الأول وهو الحق فهذا معنى الرجوع ومن ذلك من جاء شيئا إمرا أحدث له القرين ذكرا قال كل أمر يقع التعجب منه فإن صاحبه الذي أوجده للتعجب ما أوجده بهذه الحالة إلا ليحدث منه ذكرا لهذا الذي تعجب منه فلا تستعجل فإنه لا بد أن يخبره موجدة بحديثه إلا إن الإنسان خلق عجولا ففي طبعه الحركة والانتقال لأنها أصله فإن خروجه من العدم إلى الوجود نقله فهو في أصل نشأته ووجوده متحرك فلهذا قال خُلِقَ الْإِنْسانُ من عَجَلٍ وخلق (كانَ) الْإِنْسانُ عَجُولًا ولو رام غير العجلة ما استطاع وما في العالم أمر لا يتعجب منه فالوجود كله عجب فلا بد أن يحدث الله منه ذكرا للمتعجبين فالعارفون أحدث الله لهم ذكرا منه في هذه الدار فعرفوا لما خلقوا له ولما خلق لهم والعامة تعرف حقائق هذه الأمور في الآخرة فلا بد من العلم وهو إحداث الذكر


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!